صالح كامل
صالح كامل
-A +A
متعب العواد (حائل) Motabalawwd@

«الاجتهاد والشغف والاستمرار» كان الراحل صالح كامل يوصي رواد الأعمال وطلاب وطالبات الجامعات في جميع المنتديات بهذه العناصر الرئيسية ليكونوا رجال أعمال متمكنين، قائلا: «لا ينجح العمل سوى بالاجتهاد؛ فرائد الأعمال يحتاج دائمًا الحفاظ على نشاطه والمواظبة على تقديم الأفضل من أجل المنافسة في الأسواق، والشغف من ضروريات النجاح؛ فعندما يحب الشخص عمله تزداد إنتاجيته، ما ينعكس إيجابيًا على مشروعه، ومهما بلغت الصعاب أشدها، فإن العزيمة والإصرار، يشجعان رائد الأعمال على الاستمرار في العمل، والمضي قدمًا بشركته إلى بر الأمان».

يُعد الراحل مؤسس ومالك شركة مجموعة دلة البركة، والتي تنوعت مجالات أنشطتها في الاستثمار الإعلامي، السياحي، العقاري، والتعاملات البنكية، حتى أصبحت إحدى شركات الاستثمار الشهيرة في الوطن العربي قبل أن ينتقل ويطرق أبواب الاستثمار الإعلامي، حيث كان صالح كامل أول سعودي أنشأ مؤسسة للإنتاج الإعلامي، تعرف بـ«الشركة العربية للإنتاج الإعلامي» ART، بدأت البث عام 1993، من خلال 5 قنوات، متوجهة إلى الشرق الأوسط وأوروبا؛ حيث حققت نجاحًا مُبهرًا بكل البرامج التي قدّمتها والتي بلغت أكثر من 10 آلاف برنامج بين ثقافة وفن ورياضة ووثائقيات، كما انفردت حصريا في الحصول على حقوق نقل كأس العالم عام 1998م، وفي كأس العالم عام 1994م وجه الراحل بمشاهدة السعوديين مجانا لكأس العالم من الأحداث الرياضية، وعرض الأفلام الحصرية، حتى وصل عدد مشتركيها إلى 1.2 مليون مستخدم، مع زيادة هائلة في الأرباح السنوية.

والراحل يعد أحد من أهم وأوائل المستثمرين السعوديين في المجال الإعلامي، بالإضافة لشركة art كان شريكاً في قنوات MBC مع رجل الأعمال السعودي وليد الإبراهيم، حيث بدأ هذا المشروع من لندن.

وبحسب مجلة «فوربس» باع الراحل حصته وأسس راديو وتلفزيون العرب ART والتي انتقلت من مقرها بروما في إيطاليا إلى مدينة الإنتاج الإعلامي في الأردن، فحققت نجاحاً باهرًا بما تقدمه ببرامج متميزة وانفرادها بالعديد من الأحداث الرياضية والأفلام الحصرية.

وفي سنة 2009 تم بيع باقة قناة art sport الرياضية لقناة الجزيرة الرياضية بعد مفاوضات دامت قرابة الشهر ونصف الشهر، انتهت صفقة بيع قنوات راديو وتلفزيون العرب A.R.T الرياضية الـ6 إلى قناة الجزيرة مقابل 2 مليار و750 مليون دولار، بحسب ما أعلنه مسؤولو القناتين.

تصدر كامل قائمة رجال الأعمال العرب والمسلمين في تبني المصرفية الإسلامية وكان من أوائل من اشتغل على مبدأ البنوك الإسلامية، كما أنه قاد أنشطة تطوير المصرفية الإسلامية، ورأس العديد من الهيئات المتخصصة في هذا المجال.

وقال الراحل: «تعددت تعريفات المصارف الإسلامية من مؤلف إلى آخر، ما يصعّب أحياناً إدراك تميّزاتها ولكن يمكن اختصارها بالآتي: هي مؤسسات مالية مصرفية كغيرها، غير أنها لا تتعامل بالفائدة أو الربا وتقوم على قاعدة المشاركة، لا الربح».

وكان الراحل هو الداعي والمعزز للدول الخليجية في تصدّر خدمات التمويل الإسلامي، ففي المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، زادت أعداد المصارف الإسلامية وشركات التأمين التعاوني وسوق الصكوك خلال السنوات العشر الأخيرة لتصل نسبة نمو المصرفية الإسلامية في المملكة نحو 30٪ سنوياً، حيث لعب الراحل دورا كبيرا في تشجيع البنوك قبل 40 عاما في التمويل الإسلامي.

وكشف الراحل أهم العقبات التي تواجه المصارف الإسلامية بأنها تعاني من تعدد الهيئات الشرعية في المصارف، لهذا فقد طالب بإنشاء «هيئة شرعية عليا» تختص بإيضاح الموقف الشرعي من العمليات المصرفية الكبرى، وتكون مرجعاً لا سيما مع التناقض بين «الفتاوى» التي تصدر ومدى التزام المصارف بتطبيقها، إضافة إلى ضرورة وجود تشريعات خاصة بالمصارف الإسلامية وتوافر الكفاءات البشرية القادرة.